haker
عدد المساهمات : 412 تاريخ التسجيل : 06/02/2014 العمر : 28 الموقع : ارض الاحلام
| موضوع: جعفر أبو المساكين الثلاثاء مارس 25, 2014 7:57 pm | |
|
الحمد لله ، حمدا كثيرا حلالا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال و جهه وعظيم رضوانه ، و الصلاة على خير الائمة المُهداء ، الشعلة المشكاة ، سيد ولد آدم يوم تُجمع البريات ، و على اهله ومن سار على نهجه الى يوم الصراط ..
بعد تحمد وصلاة ، على ربنا ثم خير الهداة .. أبدا موضوعي باذن الله تعالى ، على واحد من خيرة الصحابة ، واقرب النفر الى رسول الله ، مثل الشجاعة و الاقدام والتضحية ، سُمّي بالطيار .. دعونا نتعرف عليه باذن الله نبدأ
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، صحابي جليل ، وقائد عظيم ، وزير للنبي صلى الله عليه وسلم لقول النبي : «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ» "فضائل الصحابة للأحمد بن حنبل "
لُقّب بـ " الطيار " و "ذو الجناحين " وسنتطرق باذن الله لسبب لقبه . و هو أخ علي بن ابي طالب ويكبره بما يقارب العشرين عاماً .
وقيل أنه كان اشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم خَلقاً وخُلقاً
ولد رضي الله عنه كما قال كثير من العلماء بعد عام الفيل بما يقرب العشرين سنة و قيل سنة 34 قبل الهجرة
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وله من الاخوة علي وعقيل وطالب .
أسلم على يدي ابي بكر الصديق "رضي الله عنه " واسلمت معه زوجته "اسماء بنت عميس " ، ولقد لقى من قريش اذى كثيرا ومهاجمة شرسة .
عن يزيد بن رومان قال: أسلم جعفر بن أبي طالب قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم ويدعو فيها. فقد أسلم بعد إسلام أخيه عليّ بقليل. وروي أن أبا طالب رأى النبي وعليًّا يصليان، وعليّ عن يمينه، فقال لجعفر : "صل جناح ابن عمك، وصلِّ عن يساره". قيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانًا، وكان هو الثاني والثلاثين. وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة.
دُعي رضي الله عنه بكثير من الالقاب لعلّ أشهرها :
- أبو المساكين :
وقد كناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي المساكين لأنه كان يلازمهم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله أفضل من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
*هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
- الطيار ذو الجناحين :
عن الشعبي أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة. وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لما أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة. قال في المستدرك: هذا حديث له طرق عن البراء ولم يخرجاه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام ثم قال : يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع فقال لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت وآكل من ثمارها ما شئت فقالت أسماء : هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير ولكن أخاف أن لا يصدق الناس فاصعد المنبر فأخبر به فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن جعفر مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه سلّم علي ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفر لقيهم فلذلك سمي الطيار في الجنة.
هناك أرسلت قريش عمرو بن العاص و عبد الله بن أبي ربيعة ليعودوا بهم بعد ما حملوا للنجاشي الهدايا هو وبطارقته, وطلبوا إلى النجاشي أن يسلمهم هؤلاء المسلمين, غير أنه رفض بعد أن استمع إلى المسلمين , فقام جعفر فتحدث عن دين الإسلام العظيم, وكيف أنه يحث على مكارم الأخلاق , ويدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد, وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع, وكان النجاشي ينصت باهتمام لما يقول جعفر, ثم طلب من جعفر أن يقرأ عليه بعض ما أنزل على محمد [صلى الله عليه وسلم] .
فقرأ جعفر بعضا من سورة مريم ــ التي تقول قول الحق في عيسى و أمه عليهما السلام ــ فبكى النجاشي و الأساقفة أيضا, ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة .
والتفت إلى عمرو بن العاص وصاحبه وقال لهما : انطلقا والله لا أسلمهم لكما أبدا, ولكن عمرو أراد أن يوقع بين النجاشي والمسلمـين, وفشلت أيضا خطة عمرو للإيقاع بالمسلمين .
وظل جعفر وأسماء زوجته في جوار النجاشي عشر سنوات, ثم عاد إلى المدينة بعد الهجرة الثانية إلى الحبشة, وكان النبي [صلى الله عليه وسلم] عائدا من فتح خيبر, فلما رآه [صلى الله عليه وسلم] قال : ((ما أدري بأيهما أسر وأفرح, بفتح خيبر أم بقدوم جعفر)) .
وفي الحبشة كان جعفر بن أبي طالب المتحدث اللبق، الموفق باسم الاسلام ورسوله.. ذلك أن الله أنعم عليه فيما أنعم، بذكاء القلب، واشراق العقل، وفطنة النفس، وفصاحة اللسان..
--- مواقفه مع النبي ---
عن ابن عمر قال وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفربن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه ثم قال: ألا أهب لك ألا أبشرك ألا أمنحك ألا أتحفك قال نعم يا رسول الله قال تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة ثم تقول بعد القراءة وأنت قائم قبل الركوع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولهن عشرا تمام هذه الركعة قبل أن تبتدئ بالركعة الثانية تفعل في الثلاث ركعات كما وصفت لك حتى تتم أربع ركعات هذا إسناد صحيح لا غبار عليه ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إياه ومواظبتهم عليه وتعليمهن الناس منهم عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه. وعن جابر بن عبد الله قال لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وعن ابن بريدة عن أبيه قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة قال مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به فجعلت أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع.
--- مواقفه مع الصحابة ---
-مع أخويه علي و زيد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خرج من مكة عام عمرة القضاء وتبعتهم ابنة حمزة رضي الله عنها تنادي: ياعم ياعم فأخذها علي رضي الله عنه وقال لفاطمة رضي الله عنه: دونك ابنة عمك فاحتملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر رضي الله عنهم في أيهم يكفلها فكل أدلى بحجة فقال علي : أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال زيد: ابنة أخي وقال جعفر بن أبي طالب: ابنة عمي وخالتها تحتي يعني أسماء بنت عميس فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال : [ الخالة بمنزلة الأم ] وقال لعلي رضي الله عنه [ أنت مني وأنا منك ] وقال لجعفر رضي الله عنه [ أشبهت خلقي وخلقي ] وقال لزيد رضي الله عنه [ أنت أخونا ومولانا ] *** فقضى بها لجعفر قال محمد بن عمر فقام جعفر فحجل حول رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جعفر فقال يا رسول الله كان النجاشي إذا أرضى أحدا قام فحجل حوله فقيل للنبي تزوجها فقال ابنة أخي من الرضاعة فزوجها رسول الله سلمة بن أبي سلمة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هل جزيت سلمة.
وكانت غزوة مؤتة ، تتحرّك راياتها في الأفق متأهبة للزحف، وللمسير..
ورأى جعفر في هذه الغزوة فرصة العمر، فامّا أن يحقق فيها نصرا كبيرا لدين الله، واما أن يظفر باستشهاد عظيم في سبيل الله..
وتقدّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجوه أن يجعل له في هذه الغزوة مكانا..
كان جعفر يعلم أنها ليست نزهة.. ولا حربا صغيرة، انما هي حرب لم يخض الاسلام منها من قبل.. حرب مع جيوش امبراطورية عريضة باذخة، تملك من العتاد والأعداد، والخبرة والأموال ما لا قبل للعرب ولا للمسلمين به، ومع هذا طار شوقا اليها، وكان ثالث ثلاثة جعلهم رسول الله قواد الجيش وأمراءه..
وخرج الجيش وخرج جعفر معه.. والتقى الجمعان في يوم رهيب..
واخذت جعفر نشوة عارمة اذا احسّ في أنفه المؤمن العزيز، واعتداد البطل المقتدر أنه سيقاتل أكفاء له وأندادا..!!
بدأت المعركة ، واشتد الوطيس ، التقط جعفر لواء المسلمين اللذي سقط من يمين زيد ..
وتكاثر عليه وحوله مقاتلي الروم، وراى فرسه تعوق حركته فاقتحم عنها فنزل.. وراح يصوب سيفه ويسدده الى نحور أعدائه كنقمة القدر.. ولمح واحدا من الأعداء يقترب من فرسه ليعلو ظهرها، فعز عليه أن يمتطي صهوتها هذا الرجس، فبسط نحوها سيفه، وعقرها..!!
وانطلق وسط الصفوف المتكالبة عليه يدمدم كالاعصار، وصوته يتعالى بهذا الرجز المتوهج:
يا حبّذا الجنة واقترابها طيّبة، وبارد شرابها والروم روم، قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها عليّ اذا لاقيتها ضرابها
" كم مؤثر هذا البيت "
***
وأدرك مقاتلو الروم مقدرة هذا الرجل الذي يقاتل، وكانه جيش لحاله .. وأحاطوا به في اصرار مجنون على قتله.. وحوصر بهم حصارا لا منفذ فيه لنجاة.. وضربوا بالسيوف يمينه، وقبل أن تسقط الراية منها على الأرض تلقاها بشماله.. وضربوها هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه..
في هذه اللحظة تركّزت كل مسؤوليته في ألا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حيّ..
وحين تكّومت جثته الطاهرة، كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه، ونادت خفقاتها عبدالله بن رواحة فشق الصفوف كالسهم نحوها، واخذها في قوة، ومضى بها الى مصير عظيم..!!
**
وهكذا صنع جعفر لنفسه موتة من أعظم موتات البشر..!!
وهكذا لقي الكبير المتعال، مضمّخا بفدائيته، مدثرا ببطولاته..
وأنبأ العليم الخبير رسوله بمصير المعركة، وبمصير جعفر، فاستودعه الله، و بكى.. وقام الى بيت ابن عمّه، ودعا بأطفاله وبنيه، فشمّمهم، وقبّلهم، وذرفت عيناه.. ثم عاد الى مجلسه، وأصحابه حافون به.
ووقف شاعرالاسلام حسّان بن ثابت يرثي جعفر ورفاقه:
غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم
الى الموت ميمون النقيبة أزهر
أغرّ كضوء البدر من آل هاشم
أبيّ اذا سيم الظلامة مجسر
فطاعن حتى مال غير موسد
لمعترك فيه القنا يتكسّر
فصار مع المستشهدين ثوابه
جنان، ومتلف الحدائق أخضر
وكنّا نرى في جعفر من محمد
وفاء وأمرا حازما حين يأمر
فما زال في الاسلام من آل هاشم
دعائم عز لا يزلن ومفخر
***
وينهض بعد حسّان، كعب بن مالك، فيرسل شعره الجزل :
وجدا على النفر الذين تتابعوا
يوما بمؤتة، أسندوا لم ينقلوا
صلى الاله عليهم من فتية
وسقى عظامهم الغمام المسبل
صبروا بمؤتة للاله نفوسهم
حذر الردى، ومخافة أن ينكلوا
اذ يهتدون بجعفر ولواؤه
قدّام أولهم، فنعم الأول
حتى تفرّجت الصفوف وجعفر
حيث التقى وعث الصفوف مجدّل
فتغير القمر المنير لفقده
والشمس قد كسفت، وكادت تأفل
***
وذهب المساكين جميعهم يبكون أباهم، فقد كان جعفر رضي الله عنه أبا المساكين..
أشبهتَ خلقي وخُلُقي - رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كنتُ لألصق بطني بالحصباء من الجوع ، وإن كنت لاستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيُطعمني ، وكان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيُطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليُخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَقُ ما فيها - أبو هريرة
على مثل جعفر فلتبكِ البواكي - رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء - ابن هشام
رضي الله عن جعفر وجَزَاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء، وجمَعَنا به في دار كرامته مع النبيِّين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رَفِيقًا.
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أتمنى ان اكون قد وُفّقت في الجمع والترتيب
* النقل والجمع من بعض كتب المؤرخين - البداية و النهاية - فضائل الصحابة
وغيرها ، كما استعنت ببعض المصادر الالكترونية وفقني الله واياكم
ان كنت قد اصبت فمن ربي ثم الهدى وان أخطأ فمن نفسي وشيطانها ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|