ضرب التابعون أروع الأمثلة في العفو عن الناس،
وسوف نذكر بعضًا من ذلك:
* عبد الملك بن مروان،
طلب الخليفة عبد الملك بن مروان رجلاً أمر بالقبض عليه، فأعجزه، ثم ظفر به، فقال رجاء بن حَيْوَة:
"يا أمير المؤمنين قد صنع الله ما أحببتَ من ظفرك به، فاصنع ما أحبَّ الله من عفوك عنه"، فعفا عنه
(بهجة المجالس لابن عبد البر).
* الخليفة المأمون،
أُحضرَ إلي المأمون رَجُلٌ أذنب ذنبًا، فقال له: "أنت الذي فعلت كذا وكذا؟" قال: "نعم يا أمير المؤمنين،
أنا ذاك الذي أسرف على نفسه واتكل على عفوك"، فعفا عنه وخلى سبيله.
(المستطرف للأبشيهي).
* ميمون بن مهران،
جاءت جارية ميمون بن مهران ذات يوم بصَفْحة وعاء فيها مرقة حارة وعنده أضياف، فعثرت،
فصبت المرقة عليه فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: "يا مولاي استعمل قول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} قال لها: "قد فعلت"،
فقالت: "اعمل بما بعده {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} فقال: قد عفوت عنكِ:، فقالت الجارية: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قال ميمون:
"قد أحسنت إليكِ، فأنت حرة لوجه الله تعالى"
(تفسير القرطبي).